لكل إنسان وجهان وجه يقابل الناس به ووجه يعرفه هو فقط ويراه امام المرآة، يعود تاريخ المرآة إلى قديم الزمان

ففكرة أن بعض البشر عاشوا حياة كاملة دون أن ينظروا إلى أنفسهم تبدو فكرة غريبة ومثيرة للاهتمام فهل تتغير نظرة الإنسان عن نفسه في حال لم يكن على معرفة بشكله الخارجي؟ هل تصبح الحياة أسهل أبسط أعمق؟

يبدأ الإنسان وينهي يومه بالنظر إلى المرآة فعند الصباح يسعى الفرد أن يكون مظهره لائقا كي يراه الناس جميلا اما في وقت المساء فينظر إلى حقيقة ذاته، عما صنعه في يومه.

التاريخ لم يذكر أول شخص نظر إلى نفسه في المرآة لكن السينما شهدت العديد من المشاهد السينمائية التي تتضمن النظر إلى المرآة، كونها حالة كونية لها دلالات عديدة كالوجود والواقع والاغتراب عن الذات.

تختلف المرايا وتتعدد استخداماتها في الحياة فقد أطلق النقاد على السينما لقب مرآة الشعوب التي تعكس قضايا المجتمع وتمثل حلقة وصل بين الأفراد والسلطة، إن ما يجعل مشاهد المرآة مشاهد سينمائية خالدة هي الأبعاد التي تتطرق لها بين مفهوم الجمال وصراع الذات والتغير والتطور وفي هذا المقال سنتناول الأبعاد السينمائية الثلاثة لمشاهد المرايا وتأثيرها على خط سير الأفلام والشخصيات.